متابعة-جودت نصري
التأمل الواعي هو ممارسة عملية لتعلم إبطاء الأفكار المتسارعة، والتخلي عن السلبية، وتهدئة العقل والجسم. فهو يجمع بين التأمل وممارسة اليقظة الذهنية.
اليقظة الذهنية هي حالة ذهنية تتضمن التركيز بشكل كامل على اللحظة الحالية، حتى تتمكن من التعرف على أفكارك ومشاعرك وقبولها دون إصدار أحكام.
يشمل التأمل الواعي التنفس العميق ووعي الجسم والعقل، في حين أن ممارسة التأمل الواعي لا تتطلب أدوات أو تحضيرات مثل الشموع أو الزيوت العطرية. لبدء التأمل الواعي، كل ما تحتاجه هو مكان مريح للجلوس، و3 إلى 5 دقائق من وقت الفراغ، وعقل خالٍ من الأحكام.
كيفية ممارسة التأمل الواعي
هناك بعض الخطوات البسيطة لمساعدتك على البدء في ممارسة التأمل الواعي بنفسك. وسنشارككم أهمها في السطور التالية:
-البحث عن مكان هادئ ومريح
ابحث عن مكان هادئ ومريح، ثم اجلس على كرسي أو على الأرض، مع إبقاء رأسك ورقبتك وظهرك مستقيمًا ولكن مريحًا. أثناء ممارسة التأمل الواعي، من المفيد أيضًا ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة حتى لا تشتت انتباهك.
– التركيز على التنفس
انتبه جيدًا لتنفسك، واستمع إلى شعور الهواء الذي يتحرك داخل وخارج جسمك أثناء التنفس، واشعر ببطنك يرتفع وينخفض مع دخول الهواء وخروجه من خلال أنفك، وانتبه إلى التغيير في درجة الحرارة عند الشهيق مقابل نفس الحالة عند الزفير.
-لاحظ أفكارك
الهدف ليس إيقاف أفكارك أثناء التأمل الواعي، بل الشعور براحة أكبر عندما تصبح شاهدًا على أفكارك. عندما تتبادر إلى ذهنك أفكار، لا تتجاهلها أو تقمعها. ما عليك سوى ملاحظة هذه الأفكار والبقاء هادئًا واستخدام تنفسك كمرساة. تخيل أفكارك كسحب عابرة؛ ثم شاهدها وهي تطفو وهي تتحول وتتغير.
-استخدام تطبيقات التأمل الذاتي على الهاتف
إذا كنت تواجه مشكلة في ممارسة اليقظة الذهنية بمفردك، يمكنك تنزيل تطبيقات مثل Calm أو Headspace، والتي تقدم تمارين تأمل مجانية وتعلمك مجموعة متنوعة من الأدوات لمساعدتك على التركيز طوال يومك.
فوائد التأمل الواعي
الممارسة المنتظمة للتأمل الذهني لها فوائد لصحتك الجسدية والعقلية. ومن أبرز هذه الفوائد ما يلي:
– تقليل التوتر
الحد من التوتر القائم على الوعي الذهني (MBSR)، وهو نهج علاجي موحد للتأمل الذهني، يقلل من أعراض التوتر لدى الأفراد الأصحاء. كما وجد أن هذه الممارسة مفيدة لعدد من الاضطرابات العقلية والجسدية، بما في ذلك القلق والاكتئاب والألم المزمن.
– انخفاض معدل ضربات القلب
تشير الأبحاث إلى أن اليقظة الذهنية قد تكون مفيدة للقلب. في إحدى الدراسات، قام المشاركون إما بالتسجيل في برنامج للتأمل الذهني عبر الإنترنت أو تمت إضافتهم إلى قائمة الانتظار للعلاج التقليدي لأمراض القلب. وأظهرت النتائج أن أولئك الذين شاركوا في التأمل الذهني كان لديهم معدل ضربات قلب أقل. وبنسبة أقل بكثير، كان أداؤهم أفضل في اختبار قدرة القلب والأوعية الدموية.
– تعزيز المناعة
تشير الأبحاث إلى أن ممارسات اليقظة الذهنية قد تحسن من مقاومة الجسم للأمراض. قارنت إحدى الدراسات تأثير كل من اليقظة الذهنية والتمارين الرياضية على وظيفة المناعة. وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين شاركوا في دورة اليقظة الذهنية لمدة ثمانية أسابيع حققوا مكاسب أكبر في وظيفة المناعة مقارنة بمن لدي الأشخاص الذين يمارسون الرياضة.
– نوما هنيئا
أظهرت الدراسات أن ممارسة اليقظة الذهنية قد تحسن النوم وقد تكون مفيدة في علاج بعض اضطرابات النوم. وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2019 أن التأمل الذهني يحسن جودة النوم بشكل كبير. لقد وجدت الدراسات أن التأمل بانتظام لمدة ثمانية أسابيع سيغير الدماغ بالفعل، وفقًا لدراسات التصوير العصبي.
