متابعة-جودت نصري
خبر المولود الجديد ينشر الفرح وسط كل أفرادالعائلة.. فالجميع ينتظرونه بحب وشغف كبيرين.. الأم وقد هيأت غرفتها وأعدت ملابس المولود وأدواته.. ومن قبل أيام كانت منشغلة باستكمال مشتريات الضيف القادم.. بينما يجلس في الجانب الآخر من المشهد، الطفل الأول البكر المدلل في حالة من الحزن وإحساس بالغيرة يطغى على ملامحه، يجلس وحده بعدما سحبوا من تحت قدميه بساط الحب والتدليل والتميز والرعاية والاهتمام.
والمشكلة أن الآباء والأمهات تحديداً، قد تغافلوا عن تحضير الطفل لاستقبال شقيقه، وتصرفوا بدون ذكاء!
تعرف على حقائق نفسية وتربوية
يتفاعل الأطفال بطرق مختلفة عندما يأتي طفل جديد إلى العائلة. ويعود بعضهم إلى تصرفات وسلوكيات كانوا قد تركوها من قبل، مثل مص الإبهام، أو تبلل السراويل، أو الرضاعة الطبيعية، أو الرضاعة بالزجاجة، والتحدث بلغة الأطفال.
ومنهم من ينسحب على نفسه ويرفض الحديث أو اللعب. وهناك من يقترح التخلي عن المولود الجديد أو إعادته إلى المستشفى. بعضهم فخور بقدرته على ارتداء ملابسه، والذهاب إلى الحمام بمفرده، والمساعدة في رعاية أخيه أو أخته.
من الطبيعي أن ولادة طفلك الثاني ستغير طريقة تعاملك مع طفلك البكر. ستتوقفين عن اللعب معه بشكل منتظم، وسيقل اهتمامك برغباته، وستزيد خلافاتك معه، بل وستقل محادثاتك معه ولعبك معه.
ويعتمد تأثير هذه التغييرات على علاقتك به وعلى شخصيته. أي إذا كان طفلك من النوع الذي يبادر بالقدوم إليك والتحدث معك أو اللعب معك، فمن غير المحتمل أن يشعر بأن أخاه أو أخته يتنافسان معه، على عكس الأطفال الذين يختارون الانسحاب إلى المنزل.
أفكار تهيئ طفلك لاستقبال مولود جديد
تحدثي معه عن الأوقات الجيدة التي يمكن أن يقضيها مع الطفل، لكن احذري من إرسال الطفل إلى منزل أحد أقاربه، كالجدة مثلاً، بعد ولادة المولود الجديد. وهذا يرسل له رسالة؛ أنه أصبح غير مرغوب فيه أو تم استبداله.
– تدريب طفلك على خلع الحفاض فور حدوث الحمل، حتى لا يقلد الطفل الجديد ويفقد سيطرته على التبول. بعد الولادة، أحضري له عدداً من الألعاب والحلويات المفضلة لديه وأخبريه أنها هدية من المولود الجديد.
أخبريه دائمًا أن المولود يحبه كثيرًا، وحاولي أن تجعليه يشاهد الرسوم المتحركة التي تعرض قصصًا جيدة عن علاقات الأشقاء مع بعضهم البعض، وحاولي إرساله إلى الحضانة بمجرد علمك بالحمل، لكن لا تأخذي معه تلك الخطوة بعد الولادة.
نصائح لإثارة إعجاب طفلك الأول بأخيه الجديد
يجب إعلام الطفل بقدوم أخ أو أخت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، حتى لا يشعر الطفل بالارتباك طوال فترة الحمل.
ويجب اصطحاب الطفل عند ذهابه إلى طبيب النساء حتى يتمكن من رؤية أخيه وهو يتحرك على جهاز الموجات فوق الصوتية، حيث سيساعده ذلك تدريجياً على تقبل فكرة وجود شقيق.
مرافقة الطفل عند شراء الملابس والأغراض للمولود الجديد، وتشجيعه على اختيار قطع الملابس للمولود وكأنها هدية له.
مشاهدة الطفل لبعض مقاطع الفيديو التي يلعب فيها الأشقاء الصغار مع بعضهم البعض، تجعله متحمسًا جدًا للقاء أخيه الذي سيشاركه تلك اللحظات.
إن الاهتمام بالطفل الأكبر بعد ولادة الرضيع يساعد على تجنب شعور الطفل بالغيرة من أخيه الأصغر.
مدح الطفل الأكبر عندما يستطيع تحمل مسؤولية أخيه والعناية به تحت إشراف والدته، مما يجعله يشعر بالسعادة والمسؤولية عن سلامة أخيه الأصغر.
تخصيص وقت للطفل البكر… لوحده
ويجب على الأم أن تعتني بمولودها الجديد، وأن تخصص وقتاً مستقلاً للطفل الأكبر، لتعتني به أيضاً، وتظهر حبها له، حتى يشعر أن اهتمام أمه لم يتغير.
جهزي طفلك الأول لولادة طفلك الثاني، واحذري من إجراء أي تغيير “يؤثر” على حياته. مثل نقله من غرفة نوم إلى أخرى أو من المهد إلى السرير.
تقبلي الغيرة والقلق لدى طفلك الأول كمشاعر طبيعية، وفي الوقت نفسه احرصي على حماية طفلك الثاني من أي شكل من أشكال التعبير الضار عن هذه المشاعر.
شجعي طفلك على اللعب مع المولود الجديد وساعديه في الاعتناء به. عبري لطفلك البكر عن مدى تقديرك ومحبتك له، كلما أتيحت لك الفرصة لذلك.
دعي زوجك يقوم بدوره في مساعدة طفلك البكر على التكيف مع الوضع الجديد، من خلال تخصيص المزيد من الوقت والرعاية له لتعويض انشغالك.
استفيدي من فترة الحمل بحكمة، مثل مشاركة طفلك البكر في تحضير الطعام، وتحويل كل دقيقة تقضيها معه في المطبخ إلى أوقات مميزة.